أتحاد لجان حق العودة مخيم العائدين حمص


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

أتحاد لجان حق العودة مخيم العائدين حمص
أتحاد لجان حق العودة مخيم العائدين حمص
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حديثٌ مسائيّ: أيّها النسيان اعطني يَدُكَ كيّ ألقيكَ في أعمقِ الهاوياتِ

اذهب الى الأسفل

حديثٌ مسائيّ: أيّها النسيان اعطني يَدُكَ كيّ ألقيكَ في أعمقِ الهاوياتِ Empty حديثٌ مسائيّ: أيّها النسيان اعطني يَدُكَ كيّ ألقيكَ في أعمقِ الهاوياتِ

مُساهمة من طرف gg1948 الأحد سبتمبر 20, 2009 5:25 am

أيّها النسيان.. اعطني يَدكُ كيّ ألقيكَ في أعمقِ الهاوياتِ... فأنا لا أريدُ أن أنسىْ .. فالنسيانُ هو أعظمُ خيانةٍ على وجهِ الأرضْ.

قد يظنُ البعضُ، بأن مثلَ هذا الكلامْ مجرد حروف ترتسم، ومن ثُمَ تنمحي من الذاكرة.

ولكن، حقاً هذه هي القناعة التي أحملها بداخلي، فكيف يمكن للإنسانِ أن ينسى أيَّ شيءٍ حصلَ معهُ في الحياةِ؟

المواقف، المشاعر، الأحزان، الأفراح، أمور لا يمكنُ للإنسانِ أن يُلغيها من ذاكرتهِ، بل أن الذاكرة لن تسعفهُ في نسيانها.

أنا أتفق مع العلم ومع الفِطرة، والتي تقولُ بأن الإنسانَ جُبِلَ على نِعمةِ النسيانِ، ولكنْ أظن أن ذلك لا ينطبقُ على كل شيءٍ في حياتنا.

قد ننسى بعضُ الهفواتِ التي تمرُ، مروراً عابراً في حياتِنا، وأيضاً ننسى مجرى حياتنا اليوميّ والروتينيّ، ولكن كيف نستطيع أن ننسى أُنساناً عِشنا معهم عمراً؟ وكيف لنا أن ننسى أشخاصاً ضحوا من أجلِنا، وأشخاصاً كان همَهُمُ الوحيد سعادتنا، وأشخاصاً أحببناهُم وعشقناهُم وقدمّنا لهم كلَ ما نملك؟

لا أظنُ أن الأمورُ تَجري بالسهولةِ التي يتوقعها البعضْ، فهناك الكثيرَ من المواقفِ التي من الصعبِ على الإنسانِ أن ينساها.

أريد الآن أن أضرُبَ مثالاً واقعياً، وهو من أكثرِ الأمثلة الحيّةِ في واقعنا؛ لنفرض أن هناك زوجين إثنين، توفيَّ أحدهما، ولِنَقُل أن الزوجةَ هي مَن فارقت الحياة، قد يظن البعضُ بأن الزمنَ كفيلٌ بأن يُنسي زوجها، وكفيلٌ بأن يُعيده الى سابقِ عهدهِ وكأنَ شيئاً لم يكن.

ولكن أنا أقول أنَ ذلكَ مُستحيل، فالرجلُ لا ينسى تلك الزوجة التي سهرت من أجلِ سعادته، ولا تلك الزوجة التي ضحّت بالكثير من أجلهِ، بل ستظل طيفاً يعيشُ معهُ في كل لحظةٍ من لحظات حياته.

أنا هنا لا أتحدث بشكلٍ عامٍ ومطلقْ، فهناك الكثير من الأزواج مَن ينتظرون وفاة زوجاتهم، كيّ يسارعوا بالزواج من أُخريات، وهذا واقعٌ مرير لا يمكنُ إنكاره.

ما أريدُ قولهُ عندما طَرحتُ المثالَ السابقَ؛ هو أنَ النسيانَ ليسَ الحلَ الوحيدَ للإنسانِ، بل إنّه بنظري أعظمُ خيانةٍ.

فالإنسانُ الذي ينسى لحظاتٍ من العمرِ، يكون قد خانَ هذهِ اللحظاتِ، وقد هانت عليه، سواء كان ذلك في علاقة صداقة أو علاقة حب، أو علاقة أخوية أو زواج أو ما شابه، فكل الأمور هنا متشابهة.

ولكن؛ لا أريد أن يُفهم كلاميَّ بوجهٍ آخر، فمثلاً عندَ الحديثِ عن الخلافاتِ والمشاكلِ في العلاقاتِ، فإن النسيانَ هو شيءٌ جميلٌ، يجب علينا أن نُتقنه، وهو ما نُسمّيه التسامح والتغاضي عن أخطاء وهفواتِ الآخرينَ.

وآخر ما أختمُ به كلماتي هذهِ ما قالهُ أعظمُ الكُتابِ في العصرِ الحديثِ عن النسيانِ، وذلكَ ما يُخالفُ كلامي وحَديثي في بعضِ الأحيانِ فيقولُ عبدُ الرحمنِ مُنيفْ في النسيانِ: النسيانُ أسهلُ طريقةٍ للحياةْ، ويقول جُبرانْ خليل جُبرانْ : النسيانُ شكلٌ من أشكالِ الحريةِ.
gg1948
gg1948
المدير

المساهمات : 228
تاريخ التسجيل : 18/09/2009
العمر : 61

https://gg1948.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى