أتحاد لجان حق العودة مخيم العائدين حمص


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

أتحاد لجان حق العودة مخيم العائدين حمص
أتحاد لجان حق العودة مخيم العائدين حمص
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

غولد ستون يعرينا

اذهب الى الأسفل

غولد ستون يعرينا Empty غولد ستون يعرينا

مُساهمة من طرف صلاح صبحية الخميس أكتوبر 08, 2009 8:47 pm

غولد ستون يعرينا
بقلم : صلاح صبحية


جاء تقرير القاضي ريتشارد غولد ستون بشأن العدوان الصهيوني على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة شاهداً من شواهد العصر على عدوانية الحركة الصهيونية على شعبنا العربي الفلسطيني منذ وجودها ونشأتها في أواخرالقرن التاسع عشروالتي جعلت هدفها الرئيس هو اقتلاع الشعب العربي الفلسطيني من أرضه وإقامة وطن قومي ليهود العالم على أرضنا ، ومنذ اللحظات الأولى لتواجد العصابات الصهيونية على أرض فلسطين في ظل حماية ورعاية الاستعمار البريطاني لفلسطين كان الإرهاب الصهيوني – البريطاني يتزايد ضد شعبنا ، ولم يكن العدوان الصهيوني على قطاع غزة وليد لحظته بقدر ما كان استمرارا للعدوان الصهيوني على أرض فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر منذ نشأة الصهيونية.
ولكن الملفت للنظر في تقرير غولد ستون والذي عُرض على مجلس حقوق الإنسان التابع لهيئة الأمم المتحدة ومن وجهة نظر السلطة الفلسطينية أنه قام بتعرية الفلسطيني وأوغل في تعريته لأن الفلسطيني كان ظالماً ومعتدياً ولم يكن مظلوماً ومعتدى عليه ، ولأن الفلسطيني ورغم كل عريه الفاضح لم يعد مقبولاً لدى عاهرات روسيا في شوارع تل أبيب ، ولم يعد العري الفلسطيني مغرياً للمضاجعة في أسواق السبي البابلي ، فقد أصبح الجسد الفلسطيني مترهلاً إلى الدرجة التي تأنفه قوادة العاهرات في تل أبيب ، ولقد جاء هذا نتيجة ما جرى في سوق النخاسة العالمي بشأن تقرير غولد ستون ، فبينما نجد قوات الاحتلال الصهيوني تـُـذعـن للإفراج عن عشرين أسيرة من مناضلات شعبنا نجد في المقابل أنّ سلطتنا الوطنية الفلسطينية والمفروض فيها أن تكون الحامية للحقوق الفلسطينية تـُـذعـن للإفراج عن تقرير غولد ستون من قاعة مجلس حقوق الإنسان في هيئة الأمم المتحدة في جنيف ، وكأن ّالأمر كان خاضعاً للمقايضة بين السلطة الفلسطينية وبين قوات الاحتلال الصهيوني ، إفراج عن الأسيرات مقابل سحب تقرير غولد ستون ، مفارقة عجيبة ، جهة فلسطينية تسعى للإفراج عن أسيراتنا مقابل دقيقة واحدة من حياة شاليط ، وجهة فلسطينية تسعى للإفراج عن أسيراتنا مقابل سحب تقرير غولد ستون وعدم إدانة العدو الصهيوني لارتكابه مجازر بشعة في غزة هاشم ،هل كان الصهاينة يلعبون على الحبلين ونحن فرحين بهذا اللعب الصبياني ، فحقق الصهاينة ما يسعون إليه ويريدونه على أرض الواقع ، اتساع في الإنقسام الفلسطيني والعمل على إبراز فريق ٍ فلسطيني بأنه الفريق الفلسطيني الوطني المجاهد الشريف ، وإبراز الفريق الفلسطيني الآخر بأنه الفريق الفلسطيني المرتبط الخائن العميل ، هكذا أصبح حال الشارع الفلسطيني في هذه اللحظات التي جعلت الموقف الفلسطيني الرسمي لا يمكن أن يوصف إلا بأنه التعري الفلسطيني الفاضح على منصة مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في جنيف ، فكأن لجنة غولد ستون جاءت في خواتيم أعمالها لتجرد الفلسطيني من عقله ومن عاطفته ومن إنسانيته ولتعريه أمام العالم أجمع ، ونسي رجال السلطة الفلسطينية ذاك المثل الشعبي السلبي الذي يقول : ( أنا وأخوي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب ) بل قلب رجال السلطة هذا المثل وهم يبررون سحب تقرير غولد ستون من أروقة الأمم المتحدة ليصبح المثل : ( أنا والغريب على أبن عمي وعلى أخوي ) لأن سحب التقرير وحسبما أقنع أوباما السلطة الفلسطينية بأنه سيوقف الاستيطان في الضفة الغربية وسيعيد لعملية السلام حيويتها ، فأي وقف للاستيطان سيتم ومشاريع بناء المستوطنات آخذ بالتزايد ، وأي عملية سلام هذه التي نسعى إليها وتكون مرجعيتها مواقف ليبرمان التي تؤكد في كل وقت وحين على شطب القضية الفلسطينية ، وهل بقي في جسدنا الفلسطيني العاري المترهل مكان لنلدغ فيه من جديد ونحن نبرر ما فعلناه في مجلس حقوق الإنسان ، بل الذي يبدو أنّ السلطة الفلسطينية لم تعد من البشر ولم تعد من الناس فهي قد فقدت الإحساس بالمسؤولية والإحساس بأنها فلسطينية وأنّ دمها يستباح صباح مساء وأنها لم تعد تملك قرارها المستقل الذي أصبح يخضع للأموال الأمريكية المتدفقة على خزينة السلطة من أجل بناء الإنسان الفلسطيني الجديد على يد دايتون الأمريكي العظيم والمخلّص لنا من كل مظاهر العدوان والاحتلال .
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن : هل تتحكم الأموال الأمريكية في القرار الفلسطيني وتصبح السلطة الفلسطينية رهينة في البيت الأبيض تخضع لإرادتهم في كل ما يريدون ؟ ، إنّّ الإجابة على هذا السؤال هي مسؤولية اللجنة المركزية لحركة فتح من أجل أن تتحرك لوقف هذه المهزلة السياسية ولوقف هذا الإنهيار والتردي السلطوي الفلسطيني والعمل على النهوض بالحركة دون إبطاء من أجل ستر العورة الفلسطينية المفضوحة ومن أجل إعادة الاعتبار للإنسان الفلسطيني بكونه إنسان و صاحب حق في أن يتخلص من الاحتلال الصهيوني الجاثم على صدره .

حمص في 3/10/2009 صلاح صبحية

صلاح صبحية

المساهمات : 32
تاريخ التسجيل : 27/09/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى