أتحاد لجان حق العودة مخيم العائدين حمص


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

أتحاد لجان حق العودة مخيم العائدين حمص
أتحاد لجان حق العودة مخيم العائدين حمص
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ترشيحا وفاطمة الهواري والتفاوض

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

ترشيحا وفاطمة الهواري والتفاوض Empty ترشيحا وفاطمة الهواري والتفاوض

مُساهمة من طرف صلاح صبحية الأربعاء أكتوبر 28, 2009 7:17 am

ترشيحا وفاطمة الهواري والتفاوض
بقلم : صلاح صبحية

من مخيم النيرب في حلب شمال سورية إلى مخيم برج البراجنة في بيروت وسط لبنان إلى بلدة ترشيحا قضاء عكا في فلسطين المحتلة عام 1948 تنطلق مساء هذا اليوم فعاليات سياسية وثقافية وفنية وثراتية وذلك بمناسبة الذكرى الحادية والستين لسقوط ترشيحا بيد العصابات الصهيونية يوم 28/10/1948 حيث قام الغزاة الصهاينة بقصف ترشيحا بالطيران فدمروا البيوت على ساكنيها وقتلوا وجرحوا العشرات وسقطت ترشيحا تحت نير الاحتلال الصهيوني بعد أن غادرها أكثر من نصف أهلها إلى لبنان وسورية ليعيشوا لاجئين في مخيمات اللجوء مثل بقية أبناء الشعب العربي الفلسطيني ، ومرت الأيام والسنون على أمل العودة إلى الديار وبدأ الكبار يودعون الدنيا وينتقلون إلى الحياة الآخرة تاركين أبناءهم يحققون حلم العودة إلى أرض الوطن ، ولكنّ الأبناء استفاقوا على أن الماضي يغدو بعيداً ويبتعد كلّ يوم أكثر وهذا يعني ألاّ نهمل وصية الآباء ونضيّعها في غياهب الذكريات ، فلن نحقق للأمريكان مقولة وزير خارجيتهم دالاس ( الآباء يكبرون ويموتون والصغار ينسون ) ، فهيا أيها الصغار يامن أصبحتم كباراً هيّا إلى إحياء الذاكرة ،ذاكرة الوطن الذي يعشش في حكايا ليالي الشتاء حيث تنبعث الذاكرة حول المدافىء فتحكي لي أمي كيف دخل الجنود الانكليز بيتهم وعاثوا به فسادا فأفرغوا مؤونة البيت من عدس وحمّص وبرغل فوق بعضه البعض واقتربوا منها ممسكين يدها فإذا بجدتي نجيبة تصيح فيهم كأنها الأسد الهصور اتركوا ابنتي فيرتجف الجنود الانكليز ويسرعون إلى مغادرة البيت ، فصيحة جدتي كانت سلاحاً قوياً في وجه جنود الاحتلال من انكليز وصهاينة ، فذاكرتنا التي أراد لها الأعداء من الأمريكان والانكليز والصهاينة الموت ما زالت متقدة في نفوسنا المتطلعة ليوم عودتنا إلى أرضنا في فلسطين المحتلة عام 1948 .ولكنّ الصرخة جاءت من فاطمة الهواري عروس ترشيحا وابنتها الشاهدة الحية على جرائم العدو الصهيوني ، فاطمة الهواري التي أصيبت بشلل رجليها نتيجة القصف الصهيوني لترشيحا وبقيت تعيش مقعدة حتى يومنا هذا وأن غادرتها إلى لبنان للعلاج وعادت إليها ، حيث أصبحت فاطمة الهواري شاهداً حياً على ما فعله الصهاينة بأهل ترشيحا وأهل فلسطين جميعاً ، وبعد سبعة وأربعين عاماً من سقوط ترشيحا بيد العصابات الصهيونية تُفاجأ فاطمة الهواري بشخصٍ اسمه أبي ناتان يأتي إلى بيتها , وها هي فاطمة تروي المشهد كما حدث Sad مرّ الزمن وفي سنة 1995 أجا عالبلد الطيرّجي اللي قصف ترشيحا واسُمه ايبي نتان بعد ما سمع عن قصتي، عشان يزورني بعد ما صار رجل سلام وعمل سفينة السلام، طلب زيارتي وفات عالبيت ووقف على قبالي وقلتلُّه: شايفني منيح كيف عايشة، انتِ قتلتلّي احدعشر نفس من العيلة، وأنا مشلولة من يوم ما قصفت ترشيحا، ما خفت من الله؟!!، وقّّف ايبي نتان بدون حكي وما حسّيت إلا عينيه رَغْرَغَت بالدمع، وصرت أطَرفِشْ عالحكومة وعبريطانيا وأميركا لأنهم سببولي هالشّي وموتّوا عيلتي وعِيَلْ ثانية، قام نتان سحب حالُه وراح.) ,أبي ناتان هذا الطيار الصهيوني كان ضميره قد استفاق من وحشيته وعاد إلى إنسانيته ، ولكن أي صحوة بعد وقوع الجريمة لتحوله بعد حوالي أربعين عاماً من النكبة داعية سلام فراح يجوب البحرالأبيض قبالة الشاطىء الفلسطيني رافعاً رايات السلام منادياً بالتعايش السلمي بين الصهاينة وبين الفلسطينيين ، ولكن أبي ناتان عرض على فاطمة الهواري كلّ إمكانات المساعدة فأبت بشدة ، ولكنّ أبي ناتان كان يصر على الحصول على صك الغفران من ضحيته وتأبي الضحية ذلك وتطلب من الله أن يصاب أبي ناتان ما سبه لها من شلل وهذا ما تقول فاطمة الهواري : (بعد ثلاث سنين أجا لعندي كمان مرّة مع شبكة تلفزيون ال CNN، وبنطبق عليهم المثل اللي بقولاجو غثبرة وكركبة عراسهُم انشاالله تقلب، قالولي ايبي نتان بدُّه يصالحِك، وقّف عقبالي كمان مرّة وقلتِلُّه: على ايش الصلح، بْتِغْدَرْ تخلّيني أوقِّف على رِجْلَيّ؟! ما دام أنا هيك لا يمكن.. وبطلُب من الله مثل ما شلّني البعيد انشالله ينشَلّ، قال نتان: لو بطلع بايدي كنت خليتك تمشي، قلت: هاي قسمتي وهاي قعدتي ) ، هذه ابنة ترشيحا ، ابنة فلسطين تعرف كيف تدير المفاوضات مع عدّوها فلا تتنازل عن حقها ولو بعد خمسين عاماً من ارتكاب الجريمة ، فجريمة اغتيال الوطن أرضاً وشعباً لا تسقط بالتقادم وعلى المجرم أن ينال عقابه ولو بعد حين ، ولكنّ الدعاء الربّاني الذي أطلقته فاطمة في وجه المجرم أبي ناتان أصاب منه ما أرادته فاطمة حيث شـُّـل أبي ناتان ، وهذه فاطمة تتابع حديثها فتقول : (بعد فترة سمعت ان ايبي نتان إنشلّ وطالب يشوفني، ورحت مع المخرج باسل طنوس ومصورين تلفزيون نزورُه، ما كان يغدر يحكي أو يحرِّك حالُه، وقلتلُّه: بعرف إنك ما بتغدر تحكي، بس أنا بدّي منك مكتوب بتِعْترِفْ فيه إنّك قصفت ترشيحا سنة 1948، إذا كنت موافق عالطلب اعطي علامة موافقة برموش عينيك، وردّ نتان بعلامة الموافقة ،بس اللي حواليه ما وافقوا. حاولت طول السنين اللي فاتت آخذ تعويض من الحكومة على أساس إني مصابة حرب، وكانت حجتهم انُّه العرب هُنِّ اللي ضربوني، قلتلهم العرب عندهم صرامي يضربو فيها. )، ومات أبي ناتان وهو يحمل معه جريمته التي اعترف بها إلى آخرته حيث هناك سيقع الحساب والعقاب دون اعتراض من أبي ناتان .
وهاهم الأبناء ومعهم الآباء والأجداد وبعد أن أحيت فيهم فاطمة الهواري الذكرى الكامنة في نفوسهم يحيون ذاكرة الوطن ، ذاكرة ترشيحا التي أبت أن تنسى ذاتها وأبى الأحفاد أن ينسوا ديارهم وممتلكاتهم التي أخرجوا منها عام 1948 ، فأعادوا الوحدة لأهل بلدتهم المنتشرين في الوطن وفي الشتات من خلال الأفلام الوثائقية والصور الفوتوغرافية ومفاتيح بيوتهم وكواشينها التي تثبت ملكيتهم لديارهم ولأرضهم التي طردوا منها ، فيجتمع العديد من أبناء ترشيحا في مخيم النيرب في حلب قادمين من العديد من مخيمات اللاجئين في سورية ، كما يجتمعون في مخيم برج البراجنة قادمين إليها من مخيمات اللاجئين في لبنان ، كما يجتمعون داخل الوطن على تراب ترشيحا التي تعيش عرساً فلسطينياً يؤكد على التمسك بحق العودة لمن هم يعيشون في الشتات ، ويبايعون فاطمة الهواري عروساً لترشيحا وبأنها الإرادة التي لا تقهر مهما كان الألم الجسدي بالغاً وعنيفا.
فاطمة الهواري الغائبة الحاضرة بين أهل ترشيحا في الشتات عرفت كيف يكون التفاوض مع العدو ، فأصرت على نيل حقها من خلال الضغط على عدوها بالاعتراف خطياً بجريمته واستيلائه على الأرض التي ليست ملكاً له ، لأنها كانت تدرك أنّ الاعتراف الصهيوني الخطي بارتكاب جريمة اغتصاب الأرض يعني أنّ الصهاينة يعترفون بأنّ وجودهم على أرض فلسطين وجود غير شرعي وهو وجود استعماري استيطاني، و أنّ الصراع بيننا وبين الصهاينة هو صراع وجود لا صراع حدود .
فما أحوجنا اليوم أن نتعلم من فاطمة الهواري أسلوب التفاوض مع العدو دون أن نتنازل عن أي حقٍ من حقوقنا ولو برموش أعيننا حيث حصلت فاطمة على الاعتراف المبدئي لأبي ناتان بجريمته بحركة من رموش عينيه ، فلماذا لا تكون هذه الإنسانة الفلسطينية المقعدة منذ 28/10/1948 في الوفد الفلسطيني المفاوض ؟؟؟؟ .

فلسطين – ترشيحا في 28/10/2009 صلاح صبحية

صلاح صبحية

المساهمات : 32
تاريخ التسجيل : 27/09/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ترشيحا وفاطمة الهواري والتفاوض Empty شكرا

مُساهمة من طرف gg1948 الخميس أكتوبر 29, 2009 8:39 pm

ترشيحا وفاطمة الهواري والتفاوض 229220



عاشت فلسطين

تحية الى
الشرفاء
في
فلسطين
والشكر لك
اخ صلاح
gg1948
gg1948
المدير

المساهمات : 228
تاريخ التسجيل : 18/09/2009
العمر : 61

https://gg1948.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى