الأجهزة الأمنية الفلسطينية ما هو دورها ؟

من طرف صلاح صبحية الأحد ديسمبر 27, 2009 7:39 am

أجهزة الأمن الفلسطينية ما هو دورها ؟

بقلم : صلاح صبحية

ما الذي يحدث على أرض الوطن ، يسقط الشهداء في نابلس ، وأياً كان إنتماؤهم التنظيمي ، فهم مواطنون في جزء من وطن يسمونه فلسطين ، أو هم مواطنون يعيشون في ظل السلطة الوطنية الفلسطينية ، هذه السلطة التي تؤكد دائماً على دور أجهزتها الأمنية، بأنّ هذه الأجهزة هي لحماية الوطن وحماية المواطن ، فأين كانت هذه الأجهزة ساعة تنفيذ قوات الاحتلال لعملياتها العسكرية ضد أبناء شعبنا في مدينة نابلس جبل النار ، لماذا لم تقم أجهزة الأمن بحماية هؤلاء المواطنين الفلسطينيين الذين يعيشون على أرض وطنهم في ظل السلطة الوطنية وتحت حماية أجهزتها الأمنية العتيدة ،ومقابل ذلك قُتل مستوطن صهيوني على أرض السلطة الوطنية ، فإذا بالأجهزة الأمنية تتحرك في كل مكان لتعتقل مائة وعشرين مواطنا فلسطينياً تحت تهمة قتل هذا المستوطن الصهيوني .

مشهدان متناقضان لأجهزة أمن السلطة الوطنية ، المشهد الأول وقوف أجهزة الأمن موقف المتفرج على أبناء شعبنا وهم يذبحون على يد قوات الاحتلال الصهيوني ، والمشهد الثاني تحرك سريع لأجهزة أمن السلطة الوطنية لاعتقال أبناء شعبنا بتهمة قتل مستوطن صهيوني ، أذاً السؤال الذي يطرح نفسه بقوة ، ما هو دور أجهزة أمن السلطة ؟، حماية الوطن أم حماية الاحتلال ، هذا السؤال يوجه إلى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وإلى مجلسها المركزي ، ويوجه إلى حكومة السلطة الوطنية ، ويوجه إلى قادة الأجهزة الأمنية وأفرادها ، ويوجه إلى اللجنة المركزية لحركة " فتح " ، أم أنّ علينا أن نوجه هذا السؤال إلى السيد دايتون المربي الجليل لأبناء أجهزة أمن السلطة ، و قد أجاب السيد دايتون على هذا السؤال في خطاب تقريري أمام معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط بتاريخ الخميس 7/أيار 2009حيث قال : والآن لدى عودة شباب فلسطين الجدد هؤلاء ، أظهروا حوافز وانضباط ومهنية ، ويا له من تغير - وأنا لا أتباهى بهذا- فقد جعل هذا التغير ضباطاً في الجيش الإسرائيلي يسألونني في اغلب الاحيان «كم من هؤلاء الرجال الجدد تستطيع أن تصنع، وبأية سرعة، لأنهم الوسيلة التي ستؤدي الى رحيلنا عن الضفة الغربية». فالسيد دايتون قام على تخريج فلسطينيين جددلايعرفون سوى عملهم المهني حيث أنهم معنيون فقط بما يفعله المواطن الفلسطيني مخالفة للنظام والقانون ، أما أن تكون حماية الوطن والمواطن من مجازر الاحتلال هي من مهام الأجهزة الأمنية فلا كما علمهم دايتون ، فهذه الأجهزة غير معنية بالدفاع عن الوطن والمواطن ، ربما هناك من يقول بأنّ أكثر من نصف شهداء انتفاضة الأقصى هم من الأجهزة الأمنية ، هذا صحيح يوم كانت الأجهزة الأمنية تتلقى أوامرها من القيادة الفلسطينية العرفاتية ، أمّا وضعها اليوم فمختلف وهذا ما يؤكده لنا السيد دايتون على لسان أحد قادة الأجهزة الأمنية حيث يقول دايتون : دعوني أقتبس لكم، على سبيل المثال، ملاحظات على التخرج من كلمة لضابط فلسطيني كبير في الخريجين وهو يتحدث إليهم في اجتماع لهم في الأردن في الشهر الماضي. قال: ((أنتم يا رجال فلسطين قد تعلمتم هنا كيف تحققون أمن وسلامة الشعب الفلسطيني. أنتم تتحملون المسؤولية عن الشعب ومسؤولية انفسكم . لم تأتوا إلى هنا لتتعلموا كيف تقاتلوا إسرائيل بل جئتم إلى هنا لتتعلموا كيف تحفظوا النظام وتصونوا القانون، وتحترموا حقوق جميع مواطنيكم، وتطبقوا حكم القانون من أجل أن نتمكن من العيش بأمن وسلام مع إسرائيل(( ، أذا لم يكن دايتون يشرف على تدريب أجهزة الأمن من أجل حماية الوطن والمواطن ومن أجل سواد عيون السلطة الوطنية الفلسطينية بل من أجل حماية وأمن العدو الصهيوني لأنّ وجود دايتون بالأصل هو لخدمة المشروع الاستعماري الصهيوني الاستيطاني الذي هو ملك الولايات المتحدة والذي تديره على أرض فلسطين بوساطة الحركة الصهيونية .

وأمام ماحدث في نابلس شاهدنا مشهداً مأساوياً أبطاله الأمناء العامون ( لا أستطيع أن أقول لفصائل فلسطينية لأنه لا معنى لوجود هذه الفصائل إلا بقدر ما يخدم حالة التوازن على الساحة الفلسطينية ) وقادة وناطقون يدلون بتصريحاتهم العنترية من على فضائية فلسطين ، كما صدرت وعود وتصريحات من بعض الفصائل تهدد وتتوعد قوات الاحتلال ، كما صدر تصريح عن حركة " فتح " تحديداً ، كنا نتمنى إلا يصدر بلهجة الأنظمة العربية وأسلوبها في الشجب والتنديد ومناشدة أصحاب الشأن في العالم للدفاع عن الشعب الفلسطيني ، فأمام هذا الموقف الفلسطيني المتردي لا يجد الإنسان الفلسطيني نفسه إلا أن يسأل قادة فلسطين على اختلاف مواقعهم القيادية في السلطة وفي الفصائل ، هل أنتم أيها السادة ما زلتم قادة حركة تحرر وطني لفلسطين ، أم أن رواتبكم الشهرية ومكاتبكم وأجهزة اتصالاتكم وسياراتكم وحراسكم ومرافقيكم قد حولتكم من رجال ثورة ومقاومة إلى رجال صالونات سياسية ؟ لماذا لم نراكم في بيوت الشهداء ، لماذا لم نراكم تسارعون إلى أبناء الشهداء لتشعروهم بأنّ أبائهم ما زالوا أحياء ، أم أنكم أيضاً نسيتم أنّ دماء الشهداء هي التي أوصلتكم إلى كراسي الحكم والتحكم ، ما هذه المهزلة التي نعيشها اليوم ، ما هكذا تربينا يوم يسقط الشهداء منا ، وكأنكم تقولون لأهالي الشهداء هذا ما جناه الشهداء على أنفسهم يوم قاوموا الاحتلال ودافعوا عن الوطن ، ولماذا تجعلون دماء أبناء الوطن تذهب هدراً وأنتم تتفرجون ، وتجدونها فرصة للظهور على الفضائيات ولسان حالكم يقول ألم نكفكم يا أبناء شعبنا شر القتال فلماذا تقاتلون هذا الاحتلال ، الحمل الوديع ذو الوجه البديع ، والاحتلال يبني ولا يهدم ، والاحتلال يطهر النفوس ويجلي القلوب ويزيل الغشاوة عن العيون ، فلماذا نتعب أنفسنا في مقاومة الاحتلال ونحن سنعطيه ثلاثة أرباع البلاد ، وليكن عطفنا على الاحتلال عطف أمومة فلا نؤذيه ولو بكلمة لوم واحدة .

لا نجد لكل القوى الفلسطينية عذراً وهي تعدم الوسيلة والأسلوب في مواجهة عما يفعله الاحتلال بشعبنا ، فإذا أردنا مقاومة الاحتلال فشعبنا قادر على ذلك بكل ما هو متاح أمامه ، وكل ما يملك شعبنا في بيوته هو وسيلة وأداة مقاومة ، تذكروا تلك الليلة التي وصل بها شارون إلى داخل مكاتب المقاطعة يريد قتل القائد ياسر عرفات فإذا بشبيبتنا تخرج من كل شوارع رام الله وهي تحمل أدوات المطبخ في مقاومة هذا الاحتلال ، إنّ شعبنا قادر على فعل أي وكل شيء إذا ما وُجدت قيادة فلسطينية تؤمن بمقاومة الاحتلال وتؤمن بحتمية رحيل الاحتلال ، فلا نامت أعين الجبناء ، ولكم رحمة السماء أيها الشهداء .

فلسطين – ترشيحا في26/12/2009 صلاح صبحية

من طرف **gg1948** الأحد ديسمبر 27, 2009 9:45 pm

أجهزة الأمن الفلسطينية ما هو دورها
دورها الحفاظ على الكراسي وحماية العدو

الأجهزة الأمنية الفلسطينية ما هو دورها ؟

الأجهزة الأمنية الفلسطينية ما هو دورها ؟

رد: الأجهزة الأمنية الفلسطينية ما هو دورها ؟