أتحاد لجان حق العودة مخيم العائدين حمص


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

أتحاد لجان حق العودة مخيم العائدين حمص
أتحاد لجان حق العودة مخيم العائدين حمص
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

السياسة بين الوطن والمواطن

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

السياسة بين الوطن والمواطن Empty السياسة بين الوطن والمواطن

مُساهمة من طرف صلاح صبحية الأربعاء يناير 06, 2010 4:42 am


السياسة بين الوطن والمواطن بقلم : صلاح صبحية






اتصلت بها في بداية العام الجديد أتمنى لها دوام الصحة والعافية والخير والسعادة ، فردت متمنية لي ما تمنيت لها وزادت قائلة : أما زلت تكتب في السياسة ؟

قلت : هي السياسة التي ليس لنا منها بُــد .

قالت : ولكنها السياسة المقرفة في عالمنا العربي ، كتابة وسلوكاً وقيمة ومردوداً .

قلت : ذلك صحيح ، لأنّ منهجنا في التعامل مع السياسة منهج خاطىء ، فنحن نمارس السياسة إمّا ترفـاً ، وإمّا تجارة ، وإمّا

ادعاءً ، ولا نمارسها كفن حكمٍ كما عرّفها البعض .

قالت : ولكنّ الكتابة أيضاً في السياسة أصبحت كذلك ترفاً وتجارة يمارسها معظم من يكتبون فيها .

قلت : بل قولي أكثر من ذلك بأنها وسيلة للجلوس في بلاط الحاكم ، أو للتقرب من حاشية الحاكم ، ولعلّ الكاتب يكون محظياً

عندما يجود الحاكم عليه بالمنح المادية والمعنوية والتي يدّعي أنّه تكرّم بها من جيبه الخاص .

قالت : وهل تبقى الكتابة عندئذٍ موصوفة بأنها كتابة سياسية ؟

قلت : نعم فهي سياسة الفرد في الوصول إلى قصر السلطان ، وهذه هي كتابة المصلحة الفردية الخاصة .

قالت : وكثرٌ هم الحالمون بذلك ، حتى يدخلوا قصر السلطان ، بل يكفيهم أن يقفوا على باب القصر انطلاقا من أنّ بوّاب

الأمير أمير، إن استطاعوا إلى ذلك سبيلا .

قلت : والمشكلة يا صديقتي أن من يكتب يظنُّ أنّه وحده الكاتب العبقري أو ( الكتّيب ) ، بل والمشكلة الأدهى ، أنّ وسائل

النشر من صحافة ورقية ، وصحافة إلكترونية ، وصحافة مسموعة ومرئية ، لم تعد تهتم بالكتابة الموضوعية ، بل بالكتابة التسويقية ، تسويق سياسة الحاكم ، تسويق وسيلة النشر ، بل أنّ وسيلة النشر تعمل على تسويق ذاتها من خلال تسويق كُـتّـابا بعينهم دون النظر إلى مضمون كتاباتهم ، بل الأكثر غرابة هو القارىء ، فهو يقرأ لا ليعرف مضمون ما يقرأ ويحكم على ما يقرأ بموضوعية ، بل من أجل أن يحدد موقفا من هذا الموضوع أياً كان كاتب هذا الموضوع ، وقد أتاحت الصحافة الإلكترونية ذلك بيسر وسهولة ، حيث أنّ من أهم مزايا الصحافة الإلكترونية تلقي الكاتب تعليقا مباشرا على مقاله وموضوعه ، بل وصل الأمر أن يقوم القارىء بكتابة تعليق على العنوان دون قراءة الموضوع لأنّ الكاتب هو من تيار سياسي معين .

قالت : ومتى نتخلص من هذه الحالة القذرة المقرفة ، ونسمو فوق خلافاتنا واختلافاتنا ، ونعامل بعضنا بعضا على قاعدة

قبول الرأي الآخر .

قلت : كـأنك تعيشين في عالم ليس عالمنا ، فكل الذي نراه هو نتيجة تربية خاطئة في بيوتنا ، هذه التربية القائمة على النهج السلطوي ، فالأب هو الحاكم بأمر الله داخل أسرته ، وعلى أفراد الأسرة أن يقدموا له الولاء والطاعة وإن كان على خطأ ، فطاعة الأب من طاعة الله ، وهذا النهج ينتقل من الأجداد إلى الآباء إلى الأحفاد ، وهذا النهج نراه في التربية المدرسية ، نراه في الجامعة ، نراه في أماكن العمل المختلفة ، النهج السلطوي ، فأنا وحدي الذي أفهم وباقي الناس لا يفهمون ، ووحده الحاكم الذي يعرف مصلحة البلاد فيحيلها يؤرة فساد يصعب الخلاص منها ، وإن أشرت إلى ذلك تصريحاً أو تلميحاً فأنت قد تجاوزت الحدود ، لأن كل ما في عالمنا العربي على أحسن ما يرام ، لأنّ حاكمنا كل ما لديه من أخبار حول البلاد بأنها بألف خير وألف سلام ، فلا فقر ولا جوع ولا حرمان ، ولأننا نعشق النهج السلطوي ، فما عدنا نسمي الاحتلال احتلالاً ،فلا احتلال لأرض البلاد ، فهذا الجيش الذي نسميه نحن الأغبياء جيش احتلال هو جيش تربية ليصنع منا مواطنين جدداً ، حيث أن فلسفة المواطن الجديد هو الحفاظ على أمن وسلامة الاحتلال ، ما عليك أيها المواطن سوى أن تدفع كل حياتك من أجل دوام الاحتلال ، إنه النهج السلطوي الذي جعلنا نُهان ونًذل في كل مجالات الحياة ، وفي كل حالات البلاد ، سواء كانت محتلة أو غير محتلة .

قالت : أما يوجد سبيلاً للخلاص من هذا النهج السلطوي ، ومن هذه الذات المفرطة بالأنانية الفردية والأنانية الحزبية .

قلت : بلى لكل داء دوائه ، ولكل علة خلاصها ، ولكل مسألة حلها ، ولكل مصيبة نهايتها ، ولكن كيف يكون كل ذلك ، ليس بالأماني والأحلام ، ولكن بالفعل والعمل ، وذلك من خلال معرفة الحق والحقيقة ، والإقرار بأننا مجموعة أفراد ، ومجموعة أفكار ، وإن الشيء لا يظهر إلا بنقيضه ، فالشر يعرف من خلال وجود الخير ، والبلاد المحتلة تعرف من خلال البلاد المستقلة ، وكل هذا يجب أن يؤدي إلى الاعتراف بنا مواطنين في بلادنا من قبل حكامنا ،وكما الواجب علينا أن نكون في خدمة وبناء الوطن والدفاع عنه كما يريدنا الحاكم أن نكون ، فإنّ لنا الحق مقابل ذلك أن نساهم في تعزيز الحرية والاستقلال ، فنقول كلمة الحق في المكان والزمان الذي يجب أن تقال فيه ، وذلك دون تجريح الآخرين أو تخوينهم .



فلسطين – ترشيحا في 5/1/2010 صلاح صبحية

صلاح صبحية

المساهمات : 32
تاريخ التسجيل : 27/09/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

السياسة بين الوطن والمواطن Empty رد: السياسة بين الوطن والمواطن

مُساهمة من طرف gg1948 الأربعاء يناير 06, 2010 9:28 am

شكرا لك واتمنا لك التوفيق
في غاية الروعة هذا هو نحن اجمل تعبير
gg1948
gg1948
المدير

المساهمات : 228
تاريخ التسجيل : 18/09/2009
العمر : 61

https://gg1948.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى