جورج غالاوي يحاصر شعبنا في غزة فلسطين

من طرف صلاح صبحية الأحد يناير 10, 2010 5:24 am

جورج غالاوي يحاصر شعبنا في غزة فلسطين بقلم : صلاح صبحية

جورج غالاوي هذا البريطاني الذي يتحرك على الساحة الفلسطينية من منطلق فك الحصار عن غزة فلسطين بتأمين قوافل المساعدات الإنسانية تحت عنوان ما سمي بشريان الحياة ، وأننا من باب الاعتراف بالجميل لوصول المساعدات إلى غزة فلسطين نقول شكراً لك جورج غالاوي ولكن !!!؟؟؟

نعم جورج غالاوي ولكن ، هل أنت تريد فك الحصار عن جميع أبناء غزة فلسطين ، أم أنك تريد فك الحصار عن جزء من أبناء غزة فلسطين ، فإذا كنت تريد فك الحصار عن جميع أبناء غزة فلسطين فأنت قد أخطأت العنوان وأخطأت الأسلوب ، لأنّ المساعدات التي أجهدت نفسك مع غيرك لجمعها ، وتحملت مشاق الطريق لوصولها ، وقد أوصلتها مشكوراً، ولكن ليس لكل أبناء الشعب الفلسطيني في غزة فلسطين ، فقد اوصلتها إلى العنوان الخطأ عندما قمت ومن معك بتسليم قافلة شريان الحياة إلى جهة معينة بذاتها وهي حركة حماس ، لأنّ حركة حماس غير معنية بكلّ أبناء الشعب الفلسطيني في غزة فلسطين ، وحركة حماس عندما تسلمت قافلة مساعداتكم حولتها إلى حصار خانق على الجزء الآخر من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة فلسطين ، هذا الجزء الذي لا ينتمي إلى صفوفها ولا يوافق على ما أقدمت عليه في انقسام الوطن والشعب ، هذه قافلة شريان الحياة لم تصل غزة فلسطين لفك الحصار أو تخفيفه ، بل زادت هذه القافلة من شدة الحصار على جزء من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة فلسطين ، وهذا الجزء من الشعب الفلسطيني هو الجزء الذي لا تعترف به حماس بـأنه جزءُ من نسيج الشعب الفلسطيني الواحد ، فكل من ينتمي إلى حركة " فتح " خصوصاً ، وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية عموما ، ليسوا فلسطينيين ، ولا سيما أنّ حماس تتهم هذا الجزء من الشعب الفلسطيني بأنه كافرٌ وخائن ٌ وعميل ْ ، ولأنه كذلك فهو خارج عن الملة ، ومن هو خارج عن الملة لا يستحق ما تستحقه الملة ، أضف إلى ذلك فإنّ هؤلاء الكفرة والخونة والعملاء لا يستحقون أية مساعدات إنسانية يرسلها المجتمع الدولي إلى غزة فلسطين ، فمساعدات قافلة شريان الحياة محرومٌ منها الفلسطيني الذي ينتمي إلى حركة " فتح " أومن يؤيدها ويناصرها ، وهذا يعني بأنّ هذه القافلة عملت على زيادة الحصار على جزءٍ من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة فلسطين ، فشكراً لك جورج غالاوي وأنت تحاصر شعبنا في غزة فلسطين عن قصد أو عن غير قصد .

نعم جورج غالاوي أيها البريطاني كأنك لا تريد أن تفك الحصار البريطاني عن شعبنا والذي يمتد نحو قرابة قرن من الزمان ، وكأن ّ الفكر الاستعماري ما زال يعشش في عقلك ، فرّق تسـّد ، فحتى تكمل لكم السيطرة المطلقة على عموم الأرض الفلسطينية وعموم الشعب الفلسطيني يجب أن تعملوا على تفرقته ، وما قافلة شريان الحياة إلا واحدة من أساليب التفرقة بين الشعب الفلسطيني ، فبعد أن انقسمت حماس بغزة فلسطين عن جسم الوطن الفلسطيني فها هي تعمل وبمساعدة بريطانيا ممثلة بجورج غالاوي على تقسيم مواطني غزة فلسطين ، وكأنّ الانقسام للجسم الفلسطيني أصبح منهج العمل اليومي لحركة حماس ، فلا مكان للمصالحة الفلسطينية إذا كانت هذه المصالحة تعيد اللحمة بين جناحي الوطن أرضاً وشعباً ، وبريطانيا ما فتأت منذ قرن من الزمان تعمل على تمكين المشروع الاستعماري الصهيوني الاستيطاني على أرض فلسطين، وأنت تعرف ذلك يا جورج غالاوي ، فهذا المشروع ما كان سيولد لو لم تكن بريطانيا هي صاحبة القرار في وجوده من خلال وعدها المشؤوم في عام 1917 لليهود بإقامة وطن قومي لهم على أرض فلسطين ، ومن بعد وجودها كقوات عسكرية استعمارية على أرض فلسطين لتعمل ناشطة على تجذير هذا المشروع الاستعماري بقوة السلاح على أرض فلسطين ، حيث ما زال الشعب العربي الفلسطيني يعاني من نتائجه .

لا ندري إذا كانت حسابات جورج غالاوي الداخلية لا تعطي نتائجها إلا من خلال إنجازات خارجية وخاصة على أرض فلسطين ، أم إذا كانت حساباته الخارجية هي وحدها التي ستعلي من شأنه داخل بلاده ، وفي الحالتين فإن جورج غالاوي يتدخل في الشأن الداخلي للشعب الفلسطيني من خلال توجيه مساعداته إلى جزء من الشعب الفلسطيني في فلسطين غزة وليس إلى كل الشعب ، ربما من يقول بأن جورج غالاوي غير مسؤول إلى من تذهب مساعدات قوافل شريان الحياة من أبناء فلسطين ، وربما يقول جورج غالاوي نفسه بأنه لا يهمه لمن تذهب هذه المساعدات ، ولكن يهمه كسر الحصار على غزة فلسطين ، لا أعتقد أن جورج غالاوي لايعرف حقيقة الوضع الفلسطيني الداخلي ، بل هو يعرف ذلك جيداً ، ويعرف بأن قوافل مساعداته لا تذهب إلى كل أبناء الشعب الفلسطيني في غزة فلسطين .

ومع هذا نقول لجورج غالاوي إذا كنت جاداً في مساعدة الشعب الفلسطيني من أجل أن ينال حريته واستقلاله ، فعليك العمل من داخل بريطانيا نفسها ، وهذا يتطلب منك أن تطلب من حكومة صاحبة الجلالة الاعتذار أولاً للشعب الفلسطيني لمنحها فلسطين وطناً قوميا لليهود ، وثانياً تعويض الشعب الفلسطيني عما لحق به من أضرار نتيجة مشاركة بريطانيا مع العصابات الصهيونية في طرده من وطنه ، وثالثاً أن تعمل أنت ومن معك والذين تدّعون أنكم تريدون رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني بالسعي الحثيث لدى حكومة صاحبة الجلالة من أجل وعد بريطاني يُمنح للشعب الفلسطيني، تتعهد به الحكومة البريطانية بالعمل على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أرض فلسطين دون أية شروط مسبقة على هذه الدولة ، بذلك يمكن للسيد غالاوي أن يكون في خدمة الحرية والاستقلال للشعب الفلسطيني .

فلسطين – ترشيحا في 9/1/2010 صلاح صبحية