حواتمة طلب السلطة تأجيل تقرير "غولد ستون" جريمة سياسية وأخلاقية
صفحة 1 من اصل 1
حواتمة طلب السلطة تأجيل تقرير "غولد ستون" جريمة سياسية وأخلاقية
حواتمة طلب السلطة تأجيل تقرير "غولد ستون" جريمة سياسية وأخلاقية
حاوره: النوري الصّل
تتداخل الأحداث بشكل متسارع في الأراضي الفلسطينية هذه الأيام، فمن تقرير "غولد ستون" إلى الاعتداءات على القدس إلى جمود مسار التسوية إلى الحوار الوطني الفلسطيني المرتقب في القاهرة بعد أيام ... كلها أحداث زادت الموقف التباساً وغموضاً حول طبيعة وخلفيات ما يجري.
في هذا اللقاء الخاص مع "الشروق" يشرح الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة موقفه من هذه الأحداث، ومن مسائل أخرى متصلة بالموضوع، والمناضل نايف حواتمة هو شخصية قيادية بارزة في الساحة الفلسطينية ومناضل طليعي على امتداد مراحل الثورة، وبأدوار مشرقة ومشرّفة في النضال الفلسطيني، فالرجل بدأ مسيرته النضالية وعمره لم يتجاوز الـ 16 عاماً حين باشر نشاطه في صفوف القوميين العرب في الأردن والضفة الغربية، وخلال أقل من 50 عاماً من العمل السياسي تنقل نايف حواتمة بين أماكن مختلفة في الشرق الأوسط كما حكم عليه بالإعدام أكثر من مرة. وفيما يلي هذا الحديث:
س1: ما هو موقفكم في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين من طلب تأجيل تقرير "غولد ستون" وكيف تقرؤون موقف السلطة الفلسطينية من هذه المسألة ؟
طلب السلطة الفلسطينية تأجيل تقديم تقرير القاضي الدولي غولد ستون إلى لجنة حقوق الإنسان الدولية ومحكمة الجنايات الدولية يعدّ جريمة سياسية وغير أخلاقية بحق شهداء قطاع غزة والجرحى والعائلات المشردة وبحق الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة التي قاتلت لردع العدوان الصهيوني. إننا ندعو السلطة الفلسطينية واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير إلى طرد المسؤولين عن ارتكاب هذه الجريمة ومحاكمتهم علناً احتراماً لدماء الشهداء والجرحى والمشردين، وندعو السلطة الفلسطينية إلى إحالة التقرير فوراً على لجنة حقوق الإنسان الدولية في جنيف ومجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين على عدوانهم على قطاع غزة الشجاع.
س2: يشهد الوضع في القدس هذه الأيام تصعيداً لافتاً للنظر ... كيف تنظرون إلى ما يجري من اعتداءات ومواجهات واقتحامات للمسجد الأقصى ؟
إن عدوان قطعان المستوطنين على القدس وبالتحديد اقتحام باحة المسجد هو مؤشر كبير على السياسة العدوانية لحكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، بسماحها للمستوطنين اقتحام الأقصى وذلك بحماية من قوات الأمن الإسرائيلي، ومؤشر على الأوضاع الصعبة في الأراضي الفلسطينية، وتذكرنا بما فعله السفاح شارون؛ سفاح صبرا وشاتيلا عام 1982 عندما اقتحم ساحة المسجد الأقصى، مما أدى إلى اندلاع انتفاضة فلسطينية مجيدة ثانية، هذه الانتفاضة التي اندلعت عام 2000 وتواصلت على امتداد ست سنوات كاملة.
س3: هل نفهم من هذه المقارنة أن احتمالات اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة أصبحت قائمة فعلاً اليوم ؟
اعتقد أنه يتم الآن استنساخ ما فعله شارون على يد مجموعات يمينية متطرفة تطلق على نفسها "أبناء الهيكل"، أي الذين يسعون إلى تدمير المسجد الأقصى، ورد الفعل كان جماهيرياً وواسعاً بمحاصرة هؤلاء المعتدين، كما كان إنذاراً للشعوب العربية والمسلمة بأن هذه الاعتداءات تؤدي إلى إنتاج عوامل انتفاضة ثالثة، وتقول بكل وضوح لو كانت الوحدة الفلسطينية قائمة لاندلعت شرارة انتفاضة ثالثة ولكن الانقسام في الصف الفلسطيني يشكل المكسب الأكبر لدولة الاحتلال.
س4: كيف ؟! ...
إن النزعات الاحتكارية البعيدة عن حركات التحرر الوطني بكل مؤسساتها الاجتماعية والسياسية والثقافية هي التي أوصلتنا إلى مثل هذا الوضع، فقد احتكرت كل حكومات السلطة الفلسطينية منذ عام 1996، ثم جاءت "حماس" عام 2006 واحتكرت الحكم في قطاع غزة، وجرت محاولات الاحتكار الثنائي في اتفاق مكة (شباط/ فبراير 2007) وأدى ذلك إلى انفتاح جحيم الحرب بين "فتح وحماس" وإلى مزيد من الانقسامات التي انتهت بتمزيق وحدة الشعب.
لقد ألحقنا هزيمة بالانقسام في اتفاق القاهرة عام 2005، وكذلك اتفاق غزة أي برنامج الوفاق الوطني 2006، لكن حماس وفتح" تراجعتا عنهما على خلفية أجندات إقليمية ودولية ثم ألحقنا هزيمة ثانية بالانقسام وتوصلنا إلى وحدة في إطار "دمقرطة" كل مؤسسات منظمة التحرير، لكن بعد 48 ساعة تراجعت "فتح وحماس" عن وثيقة البرنامج الفلسطيني وذهبتا إلى البحث عن احتكار ثنائي مما أدى إلى جولات من الصراع من أجل تحسين موازين القوى.
س5: إذا كانت هذه هي خلفية الأزمة الفلسطينية فكيف يمكن المراهنة على نجاح حوار القاهرة القادم، والتفاؤل بإمكانية إذابة "الجليد" بين فتح وحماس ؟
نحن نحضر لجولة حوار شامل في النصف الثاني من منتصف أكتوبر الجاري، وهذا الحوار سيشمل المحطات الثلاث (مارس 2005 في القاهرة، ووثيقة الوفاق الوطني 2006، والحوار الشامل في فبراير ومارس 2009)، وهو يضم 13 فصيلاً فلسطينياً وأكثر من 20 شخصية فلسطينية مستقلة ذات حضور سياسي شامل.
س6: اتهمتم منذ أيام دولاً عربية بتمويل الانقسام الفلسطيني، لو توضحون لنا حقيقة هذا الاتهام وما هي أدلتكم على ذلك ؟
نحن نعلم علم اليقين أن دولاً عربية تقدم تسهيلات لوجستية ومالية ومادية لتعميق الانقسام الفلسطيني ومحاولة استئناف حوار محاصصة احتكاري لتقاسم السلطة والنفوذ.
أقول إن هذه السياسة العبثية المدمرة لعدد من الدول العربية هي سياسة انشقاقية تخدم مصالح محلية لهذه الدول، وتموّل الدمار لأنها تغطي على عجز هذه الدول العربية وعلى تحللها من الالتزامات القومية المشتركة تجاه القضية الفلسطينية، وضرورة رحيل قوى الاحتلال وضمان حقوق الشعب الفلسطيني وعودة اللاجئين عملاً بالقرار الأممي 194.
س7: إذا كان هذا هو واقع الدور العربي ـ كما تقولون ـ فكيف تحللون الدور الأمريكي في إحياء ما يسمى "عملية السلام"، وهل تتوقعون أي خطوات مقبلة من شأنها دفع هذا المسار والتوصل إلى تسوية في الشرق الأوسط ؟
الإدارة الأمريكية الجديدة تحاول الانتقال إلى سياسة فعالة نشطة فيما يخص قضايا الصراع العربي وصولاً إلى حلول شاملة على مسارات ثلاثة: السوري ـ الإسرائيلي، والفلسطيني ـ الإسرائيلي، واللبناني ـ الإسرائيلي. وقد عبّر أوباما عن ذلك خلال لقاءاته مع قادة عرب، وكذلك في خطابه بالقاهرة داعياً إلى سياسة جديدة تقوم على حلول شاملة تستوحي قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وفي هذا السياق أقول: إن الخطوات النشطة التي قام بها جورج ميتشل مبعوث أوباما، وأيضاً السياسة الأمريكية الجديدة التي تشترط ضرورة الوقف للاستيطان في الضفة والقدس الشرقية قبل استئناف المفاوضات. والسلطة ممثلة في منظمة التحرير الفلسطينية واللجنة التنفيذية تصرّ على ربط استئناف المفاوضات بالوقف الكامل للاستيطان ... وكل هذا يؤشر على الانتقال إلى سياسة جديدة فعالة لكن أقول الآن بلغة مباشرة أنه يجب ألا نضع كل شيء على مشجب إدارة أوباما.
س8: في هذه الحالة كيف تنظرون إلى المقاربة التي تروّج لها واشنطن هذه الأيام، والتي تقوم على وقف الاستيطان مقابل التطبيع العربي مع إسرائيل ؟
لقد تم تجريب هذه السياسة الخاطئة، وهناك دول عربية أقامت علاقات مع "إسرائيل" ولكن هذا وصل إلى طريق مسدود لأن الاستيطان لم يتوقف والآن حكومة نتنياهو تعلن أن القدس عاصمة "إسرائيل" الأبدية، ولذا أقول إن السياسة الرسمية العربية لا تسرّ صديقاً لأنها حالة من وزن الريشة لا تقدر على التأثير على إدارة أوباما.
س9: إذا كانت الإدارة الأمريكية التي تقدم نفسها راعية للسلام لا تتحمل وحدها مسؤولية الجمود الذي يضرب المسار الفلسطيني، فمن هي الأطراف والعوامل الأخرى وراء مثل هذه الأوضاع برأيكم ؟
برأيي أنه في مقدمة هذه العوامل الانقسام الفلسطيني وغياب وحدة الصف الفلسطيني بكل قواه واتحاداته الاجتماعية والطلابية، وإن ضرورة الوصول إلى إنهاء الانقسام اليوم قبل الغد، وإعادة بناء الوحدة الفلسطينية بالديمقراطية الكاملة للمؤسسات الفلسطينية بانتخابات جديدة تقوم على التمثيل النسبي الكامل حتى نؤمن الوحدة والشراكة الشاملة ونشكل قبضة متحدة شعباً ووطناً وسياسة هو الشرط اللازم لتقدم الحالة الفلسطينية.
العامل الثاني وراء هذا الركود والجمود هو الانقسامات العربية ـ العربية والصراع بين المحاور الإقليمية العربية، الذي أدى إلى غياب التضامن العربي ولذلك بقيت مبادرة السلام العربية معلقة في الهواء وتفتقد إلى الحدود الدنيا من التضامن العربي من أجل وضع معادلة جديدة للعلاقات الأمريكية ـ العربية.
العامل الثالث: يكمن في ضعف قوى السلام داخل "إسرائيل" وهي قوى انحسرت وتراجعت كثيراً.
ولذلك أيضاً فإن الوضع يحتاج ـ لتحريك جموده ـ إلى تفعيل الضغط الجماهيري والسياسي داخل "إسرائيل" بتجميع كل القوى المحبة للسلام ووقف بناء الجدار العنصري العازل واستئناف المفاوضات، إضافة إلى الضغط على أوباما للضغط على "إسرائيل" ودون ذلك فإن مواقف إدارة أوباما ستتآكل
حاوره: النوري الصّل
تتداخل الأحداث بشكل متسارع في الأراضي الفلسطينية هذه الأيام، فمن تقرير "غولد ستون" إلى الاعتداءات على القدس إلى جمود مسار التسوية إلى الحوار الوطني الفلسطيني المرتقب في القاهرة بعد أيام ... كلها أحداث زادت الموقف التباساً وغموضاً حول طبيعة وخلفيات ما يجري.
في هذا اللقاء الخاص مع "الشروق" يشرح الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة موقفه من هذه الأحداث، ومن مسائل أخرى متصلة بالموضوع، والمناضل نايف حواتمة هو شخصية قيادية بارزة في الساحة الفلسطينية ومناضل طليعي على امتداد مراحل الثورة، وبأدوار مشرقة ومشرّفة في النضال الفلسطيني، فالرجل بدأ مسيرته النضالية وعمره لم يتجاوز الـ 16 عاماً حين باشر نشاطه في صفوف القوميين العرب في الأردن والضفة الغربية، وخلال أقل من 50 عاماً من العمل السياسي تنقل نايف حواتمة بين أماكن مختلفة في الشرق الأوسط كما حكم عليه بالإعدام أكثر من مرة. وفيما يلي هذا الحديث:
س1: ما هو موقفكم في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين من طلب تأجيل تقرير "غولد ستون" وكيف تقرؤون موقف السلطة الفلسطينية من هذه المسألة ؟
طلب السلطة الفلسطينية تأجيل تقديم تقرير القاضي الدولي غولد ستون إلى لجنة حقوق الإنسان الدولية ومحكمة الجنايات الدولية يعدّ جريمة سياسية وغير أخلاقية بحق شهداء قطاع غزة والجرحى والعائلات المشردة وبحق الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة التي قاتلت لردع العدوان الصهيوني. إننا ندعو السلطة الفلسطينية واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير إلى طرد المسؤولين عن ارتكاب هذه الجريمة ومحاكمتهم علناً احتراماً لدماء الشهداء والجرحى والمشردين، وندعو السلطة الفلسطينية إلى إحالة التقرير فوراً على لجنة حقوق الإنسان الدولية في جنيف ومجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين على عدوانهم على قطاع غزة الشجاع.
س2: يشهد الوضع في القدس هذه الأيام تصعيداً لافتاً للنظر ... كيف تنظرون إلى ما يجري من اعتداءات ومواجهات واقتحامات للمسجد الأقصى ؟
إن عدوان قطعان المستوطنين على القدس وبالتحديد اقتحام باحة المسجد هو مؤشر كبير على السياسة العدوانية لحكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، بسماحها للمستوطنين اقتحام الأقصى وذلك بحماية من قوات الأمن الإسرائيلي، ومؤشر على الأوضاع الصعبة في الأراضي الفلسطينية، وتذكرنا بما فعله السفاح شارون؛ سفاح صبرا وشاتيلا عام 1982 عندما اقتحم ساحة المسجد الأقصى، مما أدى إلى اندلاع انتفاضة فلسطينية مجيدة ثانية، هذه الانتفاضة التي اندلعت عام 2000 وتواصلت على امتداد ست سنوات كاملة.
س3: هل نفهم من هذه المقارنة أن احتمالات اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة أصبحت قائمة فعلاً اليوم ؟
اعتقد أنه يتم الآن استنساخ ما فعله شارون على يد مجموعات يمينية متطرفة تطلق على نفسها "أبناء الهيكل"، أي الذين يسعون إلى تدمير المسجد الأقصى، ورد الفعل كان جماهيرياً وواسعاً بمحاصرة هؤلاء المعتدين، كما كان إنذاراً للشعوب العربية والمسلمة بأن هذه الاعتداءات تؤدي إلى إنتاج عوامل انتفاضة ثالثة، وتقول بكل وضوح لو كانت الوحدة الفلسطينية قائمة لاندلعت شرارة انتفاضة ثالثة ولكن الانقسام في الصف الفلسطيني يشكل المكسب الأكبر لدولة الاحتلال.
س4: كيف ؟! ...
إن النزعات الاحتكارية البعيدة عن حركات التحرر الوطني بكل مؤسساتها الاجتماعية والسياسية والثقافية هي التي أوصلتنا إلى مثل هذا الوضع، فقد احتكرت كل حكومات السلطة الفلسطينية منذ عام 1996، ثم جاءت "حماس" عام 2006 واحتكرت الحكم في قطاع غزة، وجرت محاولات الاحتكار الثنائي في اتفاق مكة (شباط/ فبراير 2007) وأدى ذلك إلى انفتاح جحيم الحرب بين "فتح وحماس" وإلى مزيد من الانقسامات التي انتهت بتمزيق وحدة الشعب.
لقد ألحقنا هزيمة بالانقسام في اتفاق القاهرة عام 2005، وكذلك اتفاق غزة أي برنامج الوفاق الوطني 2006، لكن حماس وفتح" تراجعتا عنهما على خلفية أجندات إقليمية ودولية ثم ألحقنا هزيمة ثانية بالانقسام وتوصلنا إلى وحدة في إطار "دمقرطة" كل مؤسسات منظمة التحرير، لكن بعد 48 ساعة تراجعت "فتح وحماس" عن وثيقة البرنامج الفلسطيني وذهبتا إلى البحث عن احتكار ثنائي مما أدى إلى جولات من الصراع من أجل تحسين موازين القوى.
س5: إذا كانت هذه هي خلفية الأزمة الفلسطينية فكيف يمكن المراهنة على نجاح حوار القاهرة القادم، والتفاؤل بإمكانية إذابة "الجليد" بين فتح وحماس ؟
نحن نحضر لجولة حوار شامل في النصف الثاني من منتصف أكتوبر الجاري، وهذا الحوار سيشمل المحطات الثلاث (مارس 2005 في القاهرة، ووثيقة الوفاق الوطني 2006، والحوار الشامل في فبراير ومارس 2009)، وهو يضم 13 فصيلاً فلسطينياً وأكثر من 20 شخصية فلسطينية مستقلة ذات حضور سياسي شامل.
س6: اتهمتم منذ أيام دولاً عربية بتمويل الانقسام الفلسطيني، لو توضحون لنا حقيقة هذا الاتهام وما هي أدلتكم على ذلك ؟
نحن نعلم علم اليقين أن دولاً عربية تقدم تسهيلات لوجستية ومالية ومادية لتعميق الانقسام الفلسطيني ومحاولة استئناف حوار محاصصة احتكاري لتقاسم السلطة والنفوذ.
أقول إن هذه السياسة العبثية المدمرة لعدد من الدول العربية هي سياسة انشقاقية تخدم مصالح محلية لهذه الدول، وتموّل الدمار لأنها تغطي على عجز هذه الدول العربية وعلى تحللها من الالتزامات القومية المشتركة تجاه القضية الفلسطينية، وضرورة رحيل قوى الاحتلال وضمان حقوق الشعب الفلسطيني وعودة اللاجئين عملاً بالقرار الأممي 194.
س7: إذا كان هذا هو واقع الدور العربي ـ كما تقولون ـ فكيف تحللون الدور الأمريكي في إحياء ما يسمى "عملية السلام"، وهل تتوقعون أي خطوات مقبلة من شأنها دفع هذا المسار والتوصل إلى تسوية في الشرق الأوسط ؟
الإدارة الأمريكية الجديدة تحاول الانتقال إلى سياسة فعالة نشطة فيما يخص قضايا الصراع العربي وصولاً إلى حلول شاملة على مسارات ثلاثة: السوري ـ الإسرائيلي، والفلسطيني ـ الإسرائيلي، واللبناني ـ الإسرائيلي. وقد عبّر أوباما عن ذلك خلال لقاءاته مع قادة عرب، وكذلك في خطابه بالقاهرة داعياً إلى سياسة جديدة تقوم على حلول شاملة تستوحي قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وفي هذا السياق أقول: إن الخطوات النشطة التي قام بها جورج ميتشل مبعوث أوباما، وأيضاً السياسة الأمريكية الجديدة التي تشترط ضرورة الوقف للاستيطان في الضفة والقدس الشرقية قبل استئناف المفاوضات. والسلطة ممثلة في منظمة التحرير الفلسطينية واللجنة التنفيذية تصرّ على ربط استئناف المفاوضات بالوقف الكامل للاستيطان ... وكل هذا يؤشر على الانتقال إلى سياسة جديدة فعالة لكن أقول الآن بلغة مباشرة أنه يجب ألا نضع كل شيء على مشجب إدارة أوباما.
س8: في هذه الحالة كيف تنظرون إلى المقاربة التي تروّج لها واشنطن هذه الأيام، والتي تقوم على وقف الاستيطان مقابل التطبيع العربي مع إسرائيل ؟
لقد تم تجريب هذه السياسة الخاطئة، وهناك دول عربية أقامت علاقات مع "إسرائيل" ولكن هذا وصل إلى طريق مسدود لأن الاستيطان لم يتوقف والآن حكومة نتنياهو تعلن أن القدس عاصمة "إسرائيل" الأبدية، ولذا أقول إن السياسة الرسمية العربية لا تسرّ صديقاً لأنها حالة من وزن الريشة لا تقدر على التأثير على إدارة أوباما.
س9: إذا كانت الإدارة الأمريكية التي تقدم نفسها راعية للسلام لا تتحمل وحدها مسؤولية الجمود الذي يضرب المسار الفلسطيني، فمن هي الأطراف والعوامل الأخرى وراء مثل هذه الأوضاع برأيكم ؟
برأيي أنه في مقدمة هذه العوامل الانقسام الفلسطيني وغياب وحدة الصف الفلسطيني بكل قواه واتحاداته الاجتماعية والطلابية، وإن ضرورة الوصول إلى إنهاء الانقسام اليوم قبل الغد، وإعادة بناء الوحدة الفلسطينية بالديمقراطية الكاملة للمؤسسات الفلسطينية بانتخابات جديدة تقوم على التمثيل النسبي الكامل حتى نؤمن الوحدة والشراكة الشاملة ونشكل قبضة متحدة شعباً ووطناً وسياسة هو الشرط اللازم لتقدم الحالة الفلسطينية.
العامل الثاني وراء هذا الركود والجمود هو الانقسامات العربية ـ العربية والصراع بين المحاور الإقليمية العربية، الذي أدى إلى غياب التضامن العربي ولذلك بقيت مبادرة السلام العربية معلقة في الهواء وتفتقد إلى الحدود الدنيا من التضامن العربي من أجل وضع معادلة جديدة للعلاقات الأمريكية ـ العربية.
العامل الثالث: يكمن في ضعف قوى السلام داخل "إسرائيل" وهي قوى انحسرت وتراجعت كثيراً.
ولذلك أيضاً فإن الوضع يحتاج ـ لتحريك جموده ـ إلى تفعيل الضغط الجماهيري والسياسي داخل "إسرائيل" بتجميع كل القوى المحبة للسلام ووقف بناء الجدار العنصري العازل واستئناف المفاوضات، إضافة إلى الضغط على أوباما للضغط على "إسرائيل" ودون ذلك فإن مواقف إدارة أوباما ستتآكل
مواضيع مماثلة
» تشكيل لجنة تحقيق لتحديد المسؤولين عن تأجيل التصويت على تقرير "غولد ستون" خطوة غير كافية
» غولد ستون يعرينا
» حواتمة يهنئ الرئيس الأسد بذكرى حرب تشرين
» حركة "فتــح " الجدلية الدائمة
» تقرير لجنة ميتشل
» غولد ستون يعرينا
» حواتمة يهنئ الرئيس الأسد بذكرى حرب تشرين
» حركة "فتــح " الجدلية الدائمة
» تقرير لجنة ميتشل
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى